“نساء الأنقاض”.. قيادة ألمانيا من الدمار إلى البناء

“نساء الأنقاض”.. قيادة ألمانيا من الدمار إلى البناء

أحمد محمد عبد الباسط – الوطن المصرية

هزيمة في الحرب العالمية الثانية، انتحار الزعيم، احتلال من قوات الاتحاد السوفيتي وبريطانيا وفرنسا وأمريكا، مقتل 3 ملايين ونصف مواطن، ,الباقيين يعانون من التشرد والجوع، خاصة بعد أن تم تدمير ثلث المنازل، تلك هي الظروف التي عاشهتا الأمة الألمانية في فترة عام 1945، عقب الهزيمة في الحرب العالمية الثانية. “المرأة نصف المجتمع”، جملة ترددها الكثيرات من نساء العالم الحديث، ولكن في مثل تلك الظروف والتحديات التي واجهتها ألمانيا، فالمرأة كانت كل المجتمع، بسبب نقص عدد الرجال بين أسرى وقتلى، ولم تكن المرأة الألمانية في حالة جيدة، بل كانت تعاني الأمرين على يد الجنود السوفييت، الذين كانوا يتنافسون على هتك عرض السيدات الألمان، ومن يتخلف منهم عن ذلك كان يلقى مصير الهارب من المعركة، فالمرأة الألمانية كانت الهدف الأول للثأر مما فعله الجيش النازي في الدول الأخرى. من بطن اليأس يولد الأمل، فبعد انتشار حالات الاغتصاب على يد الجيش الأحمر، انتشرت ظاهرة الانتحار بين السيدات، حتى جاءت فكرة التعمير والبناء، على يد “لويزا شرودر”، المرأة الألمانية التي تغلبت على آلام الاغتصاب، وحملت على عاتقها حملة توزيع السلاح على النساء، ليس سلاحًا ليقتلوا به ولكن ألة لبناء بلادهم، فكانت الأسلحة عبارة عن فأسًا وجاروفًا ومقطفًا، ليكونوا النواة لما عرف بعد ذلك بـ”نساء الأنقاض”. نساء ألمانيا اللاتي شمرن عن سواعدهن، وكانت مهمتهن الأولى هي استخراج الحجارة السليمة من بين الأنقاض لإعادة استخدامها مرة أخرى في البناء وإخلاء المدن والشوارع من الأنقاض ونقلها إلى خارج المدن وكذلك العمل في المصانع التي لم تضرر من القصف. نجحن بأجسادهن النحيلة في ظرف 9 أشهر في تكسير حطام 18مليون منزل، وتحويلها إلى 750 ألف متر مكعب من التراب، جمعوها على هيئة جبال في كل أنحاء ألمانيا، واستمرت مرحلة البناء لمدة 10 سنوات، من عام 1945 وحتى 1955، في مرحلة عرفت باسم “نساء المباني المحطة” أو “نساء الأنقاض”. ولم ينكر التاريخ الحديث الدور اللاتي قامت به نساء ألمانيا في بناء بلادهم، في الوقت الذي غاب في الرجال، حيث خلدت ذكراهم في تماثيل متواجدة في أغلب البلاد، واطلاق أسماءهن على عدد من الشوارع والميادين، بالإضافة إلى وجود كتاب أدب يدرس في الجامعات تحت اسم “أدب الأنقاض”، يخلد كفاحهن وصمودهن.

  • Social Links:

Leave a Reply