فنجان ومؤامرة بقفص الإتهام ــ الرائد أسامة مصطفى

فنجان ومؤامرة بقفص الإتهام ــ الرائد أسامة مصطفى

 

من الذي يريد التآمر على سورية من وجهة نظر النظام الذي بكل يوم يخطب بقطعانه انّها مؤامرة على سوريا وصمودها وليست ثورة وانّ العربان لايريدون لسوريا الخير ؟
دعونا ننبش بدفاتر الأمس ونرى من الذي تآمر على سوريا المقاومة والصمود.

هل هي قطر؟

بعدما ورث بشار الحكم العائلي من ابوه وبأول زيارة له لقطر تمّ توقيع نحو 133 اتفاقية شملت مجمل أوجه النشاطات في البلدين ولمختلف القطاعات العامة والخاصة. ومع مطلع عام 2005، عُقد المؤتمر الاستثماري السوري القطري، وقد صدرت عنه مقترحات متنوعة. غير أن عامي 2006 و2007 شهدا محطات اقتصادية مهمة ومميزة على خط دمشق الدوحة بدءاً بتأسيس المصرف الإسلامي الذي انطلق من سوريا برأس مال قدره 5 مليارات دولار مروراً بالمشاريع السياحية على الساحل السوري التي تنفذها شركة «الديار» القطرية، وصولاً إلى تأسيس البنك السوري القطري برأس مال بلغ 100 مليون دولار، ومعه شركات ضخمة مثل «الشركة السورية القطرية القابضة»، و«شركة الائتمان السورية». تعاون اقتصادي رفيع المستوى تزامن مع ازدياد ظاهرة تبادل المستثمرين بين البلدين، وارتفاع نسبة العمال السوريين في قطر، وتسجيل نسبة متزايدة سنوية بين عدد سياح البلدين.ناهيك عن عشرات المشاريع على الساحل السوري التي وضعت تحت الدراسة للتنفيذ فلماذا قد تتآمر قطر على سوريا بليلة وضحاها اوليس هذا ضربٌ من التخريف والكذب والعلق الإعلامي ؟

هل هي السعودية؟


ايضاً هذا الكلام لايتناغم مع رغبة السعودية في الهدوء الذي تحتاجه بالمنطقة فهي ضد أي شكل من اشكال الثورات فهي ليست بحاجة لعواصف اقليمية تهز العروش وتخلخل القصور وهذا مادفعها في بداية الثورات لإصدار قرارات محلية تمنع التجمعات وتمنع الخطابات وحجبت الكثير من مواقع التواصل ودعمت موقفها من الثورات بأنها قدمت للأسد شيك مفتوح لأجل إجراء إصلاحات ترضي الشارع وتحد من الحراك الثوري فلقد اثبت هذا الموقف عدم وجود نيّة لدى السعودية بزعزعة أي حكم بالمنطقة العربية وهذا ينسف فكرة المؤامرة القادمة منها .

هل هي اسرائيل؟ 


ربما اسرائيل اصابها الإنهيار من جبهات النظام المفتوحة عليها ليل نهار واصابها الجهد من الأعمال الحربية السورية ضدّها ليل نهار ومنذ اربعون عام وحدودها التي يخترقها نظام الاسد بشكل يومي والقتل الذي يقوم به ضد الإحتلال وزرع الصواريخ على حدودها والدفع بموجات المقاتلين من خلال الحدود .
ربما اسرائيل غير مرتاحة من هكذا نظام وتفتّش عن نظام آخر يحرس حدودها ويعتبر امنه من امن اسرائيل وينزع سلاح الجبهة إلا من عناصر شرطة بمسدّس 9 مم بدون طلقات.
هل هي اسرائيل فعلاً؟
ليكن العقل هو الحكم فأين ستجد اسرائيل نظام كنظام الأسد يحمي وجودها وحدودها ويحافظ لها على بروده الجو لأربعين عام دون تسجيل خرق واحد؟
هل كانت اسرائيل بحاجة لفوضى ثورة على حدودها؟
لم يبقى بقفص الإتهام سوى الشعب السوري فلماذا قد يثور الشعب على نظام الأسد ؟
هل بسبب القمع والظلم والفقر والدكتاتورية واقبية التعذيب المظلمة والتمييز الطائفي والقهر والبطالة وسرقة الثروات والفساد وغياب البترول عن الدولة وتحويله لأرصدة شخصية والذل والهوان الذي يطال الشعب لو نطق بحرف أو تنهّد بعمق أو شكا من ألم؟
لا أعرف الحقيقة مصدر المؤامرة التي يجكي عنها النظام بظل إرضاءه لكل المحافل الدولية والإقليمية عدا شعبه الذي بقي وحيداً بقفص الإتهام بالتخطيط والتنفيذ لمؤامرة.

  • Social Links:

Leave a Reply