المعراجُ إلى حمص

المعراجُ إلى حمص

سليمان نحيلي
……………………..
– كنتُ في حمصَ الّليلةَ !
أعلمُ..ستقولونَ أني كاذبٌ؛
فلستُ من جبلَّةِ الأنبياء ِلأُعيدَ معجزةَ المعراجِ ؛
ولا من الأولياء ِ الصّالحينَ كي تكونَ لي كراماتٍ وأحوالُ….
– قال الغرباءُ مثلي:
جُنَّ ابنُ فاطمةَ بعشقه ؛
فحمصُ دونها مسافاتٌ تُعجزُ الرّيحَ
لوشبَّت°
وفوّهاتُ موتٍ وجنودُ…
– قلتُ ، سأحكي لكم إذن :
أيقظني الّليلةَ صوتٌ من نومي ،وقالَ:
قُم ياعبدَ اللهِ…فقمتُ..
ولكي أمضي في الحلمِ أو الكذبةِ لأَقل° :
أنَّ صاحبَ الصوتِ منحني جناحانِ وقالَ:
يمّم° وجهكَ شطر (َ العديَّةِ )
وآيتُكَ أن تعودَ قبيلَ بزوغِ الفجرِ
لكن لن تُحضرَ من البلادِ شيئاً معك°…
قلتُ : رحماكَ مولايَ
لو ذرّةٌ من ترابِ البلادِ
كي تَتمَّ المعجزة…ِ
قالَ اصمت وإلاّ..
فقبلتُ رغمَ أنفِ الحنين°…
وبينا أقصّ الرّؤيا، تهامسَ الغرباءُ مثلي ثانيةً:
جُنَّ ابنُ فاطمةَ وصار يهذي..
فقلتُ: أنا من يتّبعني الغاوونَ
لكنِّي صادقٌ في حضرةِ الحنينِ
وإن كذبتُ
وكاذبٌ حينَ أقولُ البلادُ بعيدةٌ
تلكَ إحدى كراماتِ العشّاقِ
فهل من مُريد..؟
– أَجهشَ الغرباءُ مثليَ بالدَّمعِ ،وقالوا:
خُذنا معك°…
خُذنا معك°…

  • Social Links:

Leave a Reply