“وأحفظهم جيداً”
أحفظ
مذاق ضحكاتهم وهي تذوب في منتصف النهار كوصايا الجدات
أحفظ
مقاسات أحذيتهم كيف تضيق وتتسع حسب خططهم الشريرة في المسافات
أحفظ
شكل شاماتهم المترصدة للضوء
موعد بزوغ أسنانهم اللبنية وموعد سقوطها الذي يشبه فرفطة حبات رمان لم تنضج
صوت الضفادع الملحة في مناماتهم
طعم السم في حكاية أميرتهم النائمة
رائحة كريمات الترطيب النفاذة على بشرتهم الملتهبة
الثقب الغائر في بناطيل الجينز التي تبجحوا بأنها مستوردة
هواجسهم المدلاة كجديلة خائفة كلّما مرّ موكب مهيب لجنود لا يجيدون التحديق سوى نحو اللاشيء
أحفظ
حزن أبواب مدارسهم بالطلاء الجديد
شكل حواجبهم كأقواس قزح
أحفظ
دروسهم في الكيمياء والفيزياء عن التوازن والأثقال والدوران ..
وأعرف بأنّ عقولهم مشغولة بالكلمات البذيئة في دورات المياه . .
احفظ
ملوحة تعرق أصابعهم كلّما اشتعل الزكام في آخر الفصول بأجسادهم
أحفظ
فوضى أسرارهم
وكذباتهم
ودمعاتهم
ولعابهم
وموعد غليان شراستهم
“أطفالك الذين يشبهون الغيمة أحفظهم جيدا”
ولا أصدق تلك /الماكرة/ التي تخدعني وهي تحتفي ببطنها المنتفخة كبقجة مشردة
بطنها التي تحمل المزيد من “فاكهتك” .
#كنانة_عفاش – سوريا
Social Links: